قال الدكتور سامي ناصر خليفة الاستاذ المحاضر بجامعات الكويت أنه ركز خطاب الإمام علي توحيد الصفوف بين المسلمين قاطبة علي كلمة سواء تجمع ولا تفرق.
و اضاف هذا الاكاديمي : عندما نجح الإمام الخميني بثورته المباركة في إيران عام 1979 وأسقط النظام العميل للغرب هناك وبدل سفارة الصهاينة ليرفع محلها علم فلسطين رسمياً للمرة الأولي، وأعلن جمهورية قائمة علي حكم الشعب لنفسه، بعيداً عن التبعية للشرق أو للغرب، قامت قيامة الدوائر الغربية وأتباعهم من أنظمة المنطقة، وعلي رأسهم صدام، فلم يجدوا أفضل ما يمكن تشويه سمعة هذا القائد وثورته وإبعاد الناس عن التأثر به وبها بأفضل من نعته بالطائفية وبأنه شيعي جاء لتغيير مذاهب ومعتقدات الناس، وذلك كذب صريح وافتراء مبطن بأهداف سياسية ومكائد خبيثة يراد منها إيجاد حاجز نفسي بين المجتمعات السنية وإيران الإسلامية.
و اكد الدكتور خليفة: المؤسف أن تلك المؤامرة قد انطلت علي الكثير من الناس، وعلي رأسهم المنتمون للتوجه الإسلامي السني. لذا ونحن نمر في ذكري رحيله لزم علينا أن نرفع المظلمة وننور جيلنا الحالي بحقيقة تلك الشخصية المجدّدة في الخطاب الإسلامي الرسالي، خلافاً لما طرح عنه في وسائل الإعلام المشبوهة والموجهة لمصلحة الغرب ومصالحه الخاصة. ولنا أن نبين بعض الحقائق المغيبة لإظهار الحقيقة وتوضيح الصورة، بعيداً عن شوائب الماضي. ومن خلال النظر إلي البعد السياسي لشخصية الإمام نجد أنه كان يركز خطابه دائماً علي قضايا المسلمين عموماً كأولويات مع إهمال القضايا ذات الخصوصية الشيعية، ويكفي التدبّر في الكثير من مقولاته عن القضية الفلسطينية والانفتاح علي العرب والمسلمين وتبني قضاياهم المصيرية عموماً، بل أكثر من ذلك حين فرض اللغة العربية لغة رسمية في إيران تدرّس في جميع المراحل التعليمية هناك.
و أضاف قائلا: أما في البعد الرسالي فقد ركز خطاب الإمام علي توحيد الصفوف بين المسلمين قاطبة علي كلمة سواء تجمع ولا تفرق، فقد كان حريصاً علي دعم وإسناد علماء السنّة قبل الشيعة مؤسساً عددا من المؤتمرات الدورية والمؤسسات والهيئات ذات الطابع التقريبي بين المذاهب الإسلامية. وما يؤسف أن تلك الدعوات والجهود لم تلقَ استجابة لدي كثير من علماء أهل السنة لأسباب سياسية في فترة الثمانينات لا نود الخوض فيها الآن.
و أضاف الأستاذ الجامعي : وعلي الصعيد الفقهي، فقد كان الإمام محارباً للمعتقدات التي تفرّق بين المسلمين مهذباً أتباعه ومحبّيه فقهاً وسلوكاً، منها تحريمه شرعاً وتجريمه قانوناً لأي كتاب يطبع في إيران فيه سب أو قذف أو تجريح للصحابة أو زوجات النبي (صلي الله عليه وآله وسلم). ومنها عدم جوازه لأي صلاة جماعة أثناء فترة الحج في مكة المكرمة إلا في المسجد الحرام وخلف إمام الحرم المكي، بل أكثر من ذلك حين يري حرمة إثارة أي أمر يؤدي إلي الفتنة بين السنّة والشيعة والتفريق بين المسلمين. نعم... لقد كان الإمام بعيد النظر، ويعلم أن تواصل المسلمين واجتماعهم علي نصرة قضاياهم من شأنه أن يذيب الرواسب والاختلافات وببعدهم عن بعضهم البعض تزداد الخلافات والانشقاقات.
و انهي تصريحاته بالقول: رحمك الله تعالي أيها الخميني الراحل وسامح من ظلمك من بني جلدتنا، فقلة الذين عرفوك، ويكفينا تدبراً في مقولة الإمام الشهيد محمد باقر الصدر: «ذوبوا في الإمام كما ذاب هو في الإسلام»، كي نقف جلياً لننظر إلي إسلامية دعوته ورسالية مبادئه وشمولية منهجه وأصالة خطه المحمدي. فلم يتكلم هذا الرجل يوماً عن الفرقة، بل كان دائماً شعاره توحيد الكلمة وكلمة التوحيد، وكان الله تعالي وحده مقصده ودالته.