- انهيار الحكم الملكي و اقامة نظام توحيدي و شعبي ديني
انتصرت الثورة الاسلامية في ايران، بشعار(استقلال،حرية،جمهورية اسلامية)، وكان أهم مكسب للأنتصار، انهيار حكم الطاغوت، الملكي الدكتاتوري الذي استمر على امتداد2500 سنة! وحلول نظام توحيدي وحكم وطني مكانه، بأقامة نظام شعبي ديني تحت عنوان (الجمهورية الاسلامية). بآراء الشعب التي بلغت 98% حيث كان دستور الجمهورية الاسلامية، من أعظم مكاسب الثورة الاسلامية.لقد جاء في الاصل السادس منه:" انّ ادارة شؤون البلاد في الجمهورية الاسلاميةالايرانية، يجب ان تكون بواسطة الرأي العام، وذلك عن طريق الانتخابات: انتخاب رئيس الجمهورية، ممثلو الشعب في مجلس الشورى الاسلامي، اعضاء مجالس الشورى و نظائرها، او عن طريق الاستفتاء العام، في الامور التي تحددها اصول الدستور الاخرى". وطبق الاصل السادس المذكور اعلاه، فانّ ايران وخلال خمس وثلاثين سنة ماضية، تمتعت بحكم وطني، وتم انتخاب المسؤولين، برأي الشعب بصورة مباشرة او غير مباشرة، في الحقول المختلفة:
«لقد كانت بركات هذه النهضة كثيرة. وكان أكبرها تحطيم السد الكبير للنظام الملكي، وطرد اللصوص والناهبين من البلاد، وقطع أيادي الشرك والنفاق، والناهبين وسارقي النفط. هذه بركات قد حصلنا عليها لحد الآن. الحرية هي أكبر موهبة إلهية حصل عليها شعبنا الآن. لقد جئتم إلى هنا بحرية، ففي الأمس لم تكونوا تستطيعون ذلك.» (صحيفة الامام، ج7، ص177)
- احياء الاسلام المحمدي الأصيل في ايران و العالم و حصر الاسلام الامريكي
حسب مايراه حضرة الأمام(قدس سره)، فأن الثورة الاسلامية، استطاعت احياء الاسلام الأصيل الحقيقي، واظهرت قوة وعظمة الأسلام. لقد جدّد الاسلام السياسي المبني على تلازم و عينية الدين والسياسة ، حياته بواسطة الثورة الاسلامية، حيث تم تأسيس الجمهورية الاسلامية،كأهم مكسب من مكاسب، الثورة الاسلامية، على اساس قراءة الدين هذه في ايران. وقد اُخذت بعين الاعتبار، وخلال اشعاع تجديد حياة الاسلام الاصيل، هذه، ولايةالفقيه، كنظرية دينية وشيعية ونموذج للحكومة الاسلامية في عصر الغيبة، وذلك، بتشكيل حكومة دينية تم خلالها احياء الاسلام والشعائر الدينية. فيما يلى نماذج من تصريحات حضرة الأمام (قدس سره) في هذا المجال:
«إنها منّة الله تبارك وتعالى إذ توجهتم أنتم الشباب الشجعان في كل مكان- للإسلام، وأحييتم الإسلام في هذا العصر، في هذا العصر المظلم، في هذا العصر الذي ضاعت فيه كل القيم.» (صحيفة الامام، ج7، ص100)
«إن العالم اليوم متعطش لثقافة الإسلام المحمدي الأصيل. وان المسلمين وعبر إقامتهم لتشكيلات إسلامية عظيمة، سيتمكنون من مصادرة نعيم ورخاء القصور البيضاء والحمراء.» (صحيفة الامام، ج21، ص83)
«وفي الحرب برهنا على مظلوميتنا وظلم المعتدين. ومن خلال الحرب ازلنا القناع عن الوجه المزيف للناهبين الدوليين. ومن خلال الحرب تعرفنا على اصدقائنا وأعدائنا الحقيقيين. وفي الحرب عملنا على تحقيق استقلالنا. وفي الحرب حطمنا هيبة القوتين العظميين الشرقية والغربية. وفي الحرب رسخنا جذور ثورتنا الإسلامية المثمرة. وخلال فترة الحرب عملنا على تنمية مشاعر الأخوة وحب الوطن في كيان كل واحد من أبناء شعبنا. واثناء الحرب اوضحنا لشعوب العالم، لا سيما شعوب المنطقة، إمكانية النضال ضد كافة القوى والقوى العظمى لسنوات طويلة. كما ساعدت حربنا أفغانستان، وسيكون لها تأثيرها في فتح فلسطين. إن حربنا جعلت زعماء الأنظمة الفاسدة يشعرون بالذلة أمام الإسلام. حربنا كان لها تأثير على الصحوة في باكستان والهند. وفي الحرب تطورت صناعاتنا العسكرية كل هذا التطور. والأهم من كل هذا انتشار الروح الثورية للإسلام في ظل قبس الحرب.»(صحيفة الامام، ج21، ص258)
- انهيارهيبة القوى العظمى في الشرق والغرب، و(انبثاق) الدفاع عن حقوق مستضعفي العالم ضد الظالمين
انّ الثورة الاسلامية والحكم الديني المنبثق عنها، له مواقف اساسية واصولية واضحة، فيما يتعلق بالنظام السُلطوي والمستضعفين. على هذا الاساس، فانّ الثورة الاسلامية، استطاعت انْ تُزيل النظام الثُنائي الحاكم على العالم، وتُحطّم هيبة القوى الشيطانية السُلطوية، واَنْ تنصر المسلمين والمستضعفين. نظرة الثورة والجمهورية الاسلاميةهذه،حققت مكاسب قيمة، كالصحوة الاسلامية، حيث انَّ حضرة الأمام (قدس سره) قد اشار إلى مواقف الثورة ومكتسباتها، خلال خطبه المختلفة. مايلى نماذج من ذلك:
«إن أحد المفاخر الكبرى لشعبنا اليوم هي أنه يقف في مواجهة أكبر استعراض للقوة ولتجمع الأساطيل الحربية الأميركية والأوروبية في مياه الخليج الفارسي.» (صحيفة الامام، ج21، ص84)
«إن الجمهورية الاسلامية الايرانية رغم عدم ضلوعها في أي واحد من هذه الانفجارات إلّا أنها تتمتع بالقوة التي حطمت بها الأصنام الوهمية وأفرغت قلوب المظلومين في العالم من الرعب ونقلت هذا الرعب إلى قلوب الظالمين. وإن صدور ذلك من شعب أعزل من السلاح والمعدات يعتبر معجزة تحققت بقدرة الله. » (صحيفة الامام، ج18، ص265)
«لقد فتحت ببركة الثورة الإسلامية الإيرانية ولله الحمد نوافذ النور والأمل أمام جميع المسلمين في العالم، ونأمل أن ينزل برق ورعد الحوادث المرتقبة مسلسل الموت والفناء على رؤوس جميع المستكبرين. » (صحيفة الامام، ج21، ص85)
- عرض وتطبيق نموذج سياسة: لاشرقية – لاغربية
كان هدف الشعب الأيراني احراز الأستقلال بصورة نفي الشرق والغرب،كقطبين حاكمين في ذلك العصر، حيث اصبح الهدف نموذجاً جديداً في العلاقات الدولية، وتحوّل بعد ذلك الى اصول في سلوك بعض الدول واكثر الشعوب المتعطشة للحرية. إنَّ عرض السياسة الخارجية الجديدة للجمهورية الأسلامية الأيرانية، بهداية حضرة الامام(قدس سره)، النظرية والعملية، التي اعتمدت على نفي اية سلطوية وتبعية للسلطة،كان تحدياً كبيراً للنظريات الاستعمارية والروتينيّة في عصر الثورة. في الحقيقة،حطّم،هذا الأصل(في السياسة الخارجية)، الأُطُر الموجودة لدى القوى العظمى في ذلك الزمن، وفتح طريق تنفس للدول الرازحة تحت الهيمنة. انّ الأصل المذكور وخلال نفي التبعيةللشرق و الغرب، استطاع لفت انظار دول حوزة نفوذ ايران الى التضامن الذاتي، توزيع القدرة العادل والتحرر، وما ورد اعلاه، يتلخّص في: انّ سياسة لاشرقية ولاغربية، يُشير،في الواقع،الى حقيقة قيّمة وهي: انّ الشعوب الاسلامية وللحصول على اي هدف سياسي مشروع، تحتاج الى ارادة جماعية، والارادة الجماعية، ايضاً، هي، نتيجة للتضامن الأسلامي.
لقد اكّد حضرة الامام (قدس سره) كثيراً، على الاصل المذكورقائلاً: «احفظوا سياسة (لا شرقية ولا غربية) على كل الصعد الداخلية والعلاقات الخارجية، وارشدوا من كانت له لا سمح الله ميول نحو الشرق أو الغرب، وإذا لم يتقبل فاعزلوه. وإذا كان في الوزارات وباقي مؤسسات البلد مثل هذه الميول المضادة لمسار الإسلام والشعب، فالهداية أولًا، وعند حصول مخالفة فعليكم بالاستجواب، فوجود مثل هذه العناصر المتآمرة على رأس الأمور أو في المراكز الحساسة يؤدي إلى ضياع البلاد. » (صحيفة الامام، ج12، ص297)
«فمن واجب طلبة العلوم الدينية وطلبة الجامعات الدفاع بكل قوة عن الثورة والإسلام انطلاقاً من مواقعهم، وينبغي لأبنائي التعبويين في هذين المركزين العلميين، أن يكونوا الحارس الأمين للمبدأ الخالد (اللا شرقية واللاغربية). إن الجامعة والحوزة بحاجة اليوم إلى المزيد من الاتحاد والوحدة أكثر من أي موقع آخر. وعلى أبناء الثورة أن لا يسمحوا لأيادي أميركا وروسيا باختراق هذين الموقعين الحساسين مطلقاً. » (صحيفة الامام، ج21، ص179)
- احياء الفكر والهوية المعنوية، الدينية والاسلامية في ايران وانحاء العالم
انَّ من اهم مكاسب نهضة الامام الخميني الثورية، هو احياء سُنّة متروكة بين متديِّني العالم، وذلك بتقوية التنظيم الاجتماعي- السياسي والأخذ بزمام تدبير شؤون الناس المعنوية والمادية، على اساس التعاليم الالهية والأديان التوحيدية. لهذا، فالثورة الاسلامية العظيمة، تُعتبر بداية عصر حديث في حياة الانسانية، ومبدأ تجديد الهوية المعنوية- الدينية والاسلامية للأنسان المعاصر.كماقال قائد الثورة المعظم، في هذا المجال:" لقد احيت الثورة الاسلامية-الهوية الاسلاميةفي العالم الاسلامي واحيت كذلك الهوية المعنوية في كافة انحاء العالم". انَّ افكار الامام الخميني(قدس سره) الدينية – الحيوية، لفتت انظار الشعوب، النُخَب وحتى الزعماء السياسيين والدينيين في العالم الى الأُسس الاعتقادية للثورة، وتحدّت بذلك، الانظمة السلطوية القائمة على اساس النظريات البشرية، وحذفهامن الساحة السياسية- الاجتماعية في العالم، وذلك،برفع علم التدَيّن الحقيقي.
«صحيح أن القرن الماضي زخر بالمصائب على شعبنا واسلامنا وبلدنا، لكن الثورة الإسلامية الإيرانية التي شهدها أواخر هذا القرن، سوف تغيّر مصير الأمة الإسلامية في القرن القادم. الأمل كبير في أن يواصل الشرق المكبل، لا سيما الدول الإسلامية، نضاله تحت راية التوحيد من أجل الاستقلال والحرية لانقاذ نفسه من براثن الغرب والشرق المتآمر، وان يصبح هذا القرن قرناً نورانياً للدول الإسلامية. أسأل الله تعالى عظمة الإسلام والمسلمين. » (صحيفة الامام، ج10، ص265)
- ايجاد تغيير روحي، معنوي واخلاقي عند الناس
لقد انتعش الشعب الايراني في ظلال الثورة الاسلامية، وانهي عصر الظلام، والعبودية وعدم الأعتماد على الشعب، حيث اوجدت(الثورة) تغييراً روحياً عظيماً. فالشباب الأيراني، بعد ان كانوا غارقين في اعماق المفاسد الاخلاقية والغفلة والأبتعاد عن المعنويات، استقيظوا من نوم الغفلة بواسطة الثورةالأسلامية، وانطلقوا في مسار النمو والتعالي. وقد اشار حضرة الأمام(قدس سره) الى هذه المكاسب المعنوية- الالهية بصراحة، حيث قال: «إحدى بركات هذه الثورة التحوّل الروحي في مجتمعنا، وقد كرّرت أن هذا التحوّل الروحي الذي حصل في إيران استطاعت هذه الثورة أن توجده بإرادة الله- تبارك وتعالى- من هذا النصر الذي صار نصيبنا، وقطعنا به يد الأجانب والخونة، والأكثر أهمية هو هذه التحولات الروحية التي لا تحصل لأحد بهذه السرعة، فكيف للجماعات، وكيف لبلاد من أقصاها إلى أقصاها؟» (صحيفة الامام، ج8، ص321)
«إن هؤلاء الشباب الذين كانوا يساقون آنذاك إلى مراكز الفحشاء والفسق والفجور، يتوجهون اليوم إلى جبهات القتال للدفاع عن البلد وتحقيق النصر له والذود عن كرامة الإسلام، بدءً من الشباب الجامعيين وانتهاء بالشباب الكسبة. ومثل هذا الأمر ليس من السهل تحقيقه على يد إنسان. إن قلوب الناس بيد الله تبارك وتعالى.» (صحيفة الامام، ج17، ص42)
«فقد حصل تحول روحي في كافة أنحاء إيران، والناس الذين لم يكونوا يوماً يفكرون في أمور بلادهم أصبحت الآن شغلهم الشاغل، سواء الرجل والمرأة، الشاب والطفل، أصبحت قضايا الشعب تطرح في مجالسهم ولم يكن هذا موجود من قبل.» (صحيفة الامام، ج9، ص139)
- وحدة واتفاق الامة الاسلامية(الشيعة والسنة)
انَّ من بين اهداف الامام الخميني(قدس سره) الأساسية، التي تجذّرت في الفكر التوحيدي الأصيل لسماحته، هو، قوة الأسلام وعزة ورفعة مسلمي العالم كافة. ويُعتبر هذا من اهم جوانب الفكر السياسي لسماحته. لهذا، اكّد الامام(قدس سره) بشدّة، على وحدة الامة الأسلامية، لأستعادة عزتها وعظمتها الضائعة، وذلك، منذ بداية حركته الاجتماعية وجهاده السياسي. وقد طالب سماحته(قدس سره)، خلال وثيقة تاريخية، سياسية مدوّنة، تركها بـ "اتحاد العلماء واتفاقهم جميعاً على الاهداف الاسلامية". لقد حذّرحضرة الامام (قدس سره) من التفرقة، التي اعتبرها سبباً لـِ " ضعف اساس الديانة"،مُعتبراً انّ الوحدة "عامل قدرة" قائلاً: «بعض المسلمين شيعة وبعضهم سنة وهذا حنفي وذلك حنبلي والآخر إخباري. في الواقع إن طرح هذه الأمور ليس صحيحاً ولا يجب أن نشير إلى أمور كهذه في ظل مجتمع يسعى جميع أفراده لخدمة الإسلام وعزته. فالجميع إخوة في الدين والفرق الوحيد بينهم هو أن البعض عمل بفتوى معينة فصار حنفياً والآخر شافعياً والثالث شيعياً وهذا كله ليس مسوغ للإختلاف فنحن إخوة ولا يجب أن نختلف فيما بيننا. وعلى كل الإخوة من شيعة وسنة أن يحترزوا من وقوع الإختلاف. لو أمعنا النظر جيداً لوجدنا أن المستفيد الوحيد من هذا الإختلاف هم جماعة ليسوا من الشيعة وليسوا من السنة أو من أية فرقة أخرى بل هم فئة يعملون على بث الإختلاف بيننا وإيجاد التفرقة بين المسلمين. فالجميع مسلمون والكل يؤمن بالقرآن والتوحيد ويجاهد في سبيل القرآن ويخدم الإسلام. » (صحيفة الامام، ج13، ص54)
كان الامام(قدس سره) يعتبر وحدةالعالم الأسلامي، هدفاً كبيراً، ويظهر ذلك خلال مطالعة آراء وافكار سماحته، قبل انطلاق النهضة الاسلاميةالكبيرة، حتى قمةعظمة وقدرة النظام الاسلامي، وكان سماحته يؤكّد باستمرار على الوحدة: «وقد أعلنا مراراً بأنه إذا ما عمل المسلمون بأحكام الاسلام وحافظوا على وحدة كلمتهم وكفوا عن الاختلاف والتنازع الذي هو مصدر هزيمتهم» (صحيفة الامام، ج17، ص258)
«ولو أن هذه الوحدة بين المسلمين والدول الاسلامية، التي أرادها الله ورسوله الكريم وأكدا عليها، تتحقق لاستطاعت الدول الاسلامية بناءَ جيشِ دفاعٍ مشترك من قوات الاحتياط المدرّبة، يزيد على المئة مليون، وجيشٍ نظامي مكوّن من عشرات الملايين، تستطيع بهما أن تكون اكبر قوة في العالم.» (صحيفة الامام، ج18، ص85)
- التحرك في مسار تعليم وتزكية الناس، تعليم وتربية وتزكية الناس
التعليم، مفهومه، تعليم وترويج الاحكام الالهية، اشاعتها في المجتمع وتنويرالناس وواجباتهم ومسؤولياتهم الشرعية، وتعني التربية- تربية الناس فترياً واخلاقياً بشكل عملي، واضافة الى تبلور مواهبهم- يتم التمصيد لهم للوصول الى المنزلة الرفيعة "خليفة الله في الأرض"، التي،هي،هدف خلق الأنسان. انّ هذين الأمرين الرئيسيين، اي، تعليم وتزكية المجتمع الأنساني، كانتا من الاهداف السامية لبعثة النبي الاكرم(ص).وقد اشار اليهما واكّد ذلك مرات ومرات مؤسسي نظام الجمهورية الاسلاميةالايرانية.
لقد كان الامام الخميني(قدس سره) يعتبر انّ كل ماتتعرض له البلاد من مشاكل وصعوبات يعود الى جهل الناس.قال سماحته: «إن كل ما تعرضنا له من بلايا ومحن على مرّ التاريخ، كان سببه الجهل المتفشي بين الناس. فقد اتخذوا من جهل الناس وسيلة لتجنيدهم وسوقهم في المسير المخالف لمصالحهم ومصالح بلادهم. فلو كان الشعب محصّناً بالعلم، العلم الموجّه، ما كان لهؤلاء المخربين وأمثالهم أن يفعلوا ذلك » (صحيفة الامام، ج13، ص355)
«أن مسالة تزكية النفس أكثر أهمية من مسألة تعليم الكتاب والحكمة، وهي مقدمة لأن يقع الكتاب والحكمة في نفس الإنسان. فلو قام الإنسان بتزكية وتربية نفسه حسب توصيات الأنبياء (ع) التي جاؤوا بها للبشر كافة، فإنه بعد التزكية سيرتسم في نفس الإنسان الكتاب والحكمة أيضاً بمعانيها الحقيقية، وسوف توصل الإنسان إلى الكمال المطلوب. » (صحيفة الامام، ج13، ص394)
لقد تم التأكيد على هذا الهدف في الدستور بصراحة:
يتوجب على حكومة جمهورية ايران الاسلامية، تجنيد كافة امكانياتها لنيل الاهداف التي جاءت في الفقرة الثانية (من الدستور)، وذلك باتخاذ مايلى:
1- ايجاد محيط مساعد لنمو الفضائل الاخلاقية على اساس الايمان والتقوى ومكافحة جميع مظاهرالفساد والانحراف.
2- رفع مستوى تنوير الرأي العام في كافة الحقول، بالانتفاع بصورة صحيحة من الصحافة والاعلام وماشابه ذلك.
3- التربية والتعليم والتربية البدنية، على كافة المستويات مجانية لكل ابناء الشعب، اضافة الى تسهيل وتعميم التعليم العالي.
4- تقوية روح البحث والتحقيق والأبداع في كافة الحقول العلمية، المهنية، الثقافية والاسلامية وذلك عن طريق مراكز الابحاث وتشجيع الباحثين.
- تغيير وتطور في شؤون الناس الاقتصادية والمعاشية والشرائح المحرومة (في المجتمع)
لقد اوجدت الثورة الاسلامية، تطوراً كثيراً في حياة الناس الاقتصادية والمعاشية ولاسيما الشرائح المتضعفة والمحرومة في المجتمع. خلال عصر الطاغوت، كانت فئة صغيرة من الشعب الايراني تتمتع بامكانيات الرفاه، اما الغالبية العظمى من ابناء الشعب في المدن والقرى فكانت تعاني الكثير من الفقر والحرمان. لقد احدثت الثورة الاسلامية تغييراً في هذا المجال واستطاعت الى حد كبير، التقريب بين الشريحتين، الفقراء والاغنياء، في المجتمع وذلك على رغم العراقيل والخطر الظالم الذي فرضته القوى الاستعمارية وثماني سنوات من الحرب المفروضة، حيث تشكلت بعد الثورة مجموعة من الدجان الثورية، هدفها ازالة الفقر والحرمان، وخاصة في المناطق القروية والمدن الصغيرة، وقد لعبت، كل منها، دوراً هاماً، في ايجاد تغيير وتطور في الحالة الاقتصادية للشعب في البلاد. ومن بين تلك المجموعات: جهاد الأعمار، منظمة السكن، لجنة الامام الخميني(قدس سره) للأغاثة، حيث تغيّر الكثير من مؤشرات الحياة في البلاد بسبب المكتسبات الاقتصادية والخدمية، وذلك بأتباع سياسة التقدم والعدالة.فمن السياسة الرئيسية للجمهورية الاسلامية في الدستور، السعي لأزالة الحرمان ومساعدةالشرائح المستضعفة، الفقيرة او التي لاتحصل على مورد لمعاشها. وقد وضّح سماحة الامام (قدس سره) هذا القسم من مكتسبات الثورة والنظام الاسلامي، بقوله: «لقد كان الشغل الشاغل للمسؤولين المحترمين في ايران القضاء على الفقر في المجتمع برغم الحصار الاقتصادي الشديد ونقصان العائدات، ويتركز طموح الشعب والحكومة على القضاء الكامل على الفقر والفاقة، كي يتمتع شعبنا الغيور بالرخاء الرفاهية في حياته المادية والمعنوية؛ نسأل الله تعالى أن لا يأتي بذلك اليوم الذي تصبح فيه سياستنا الادبار عن الدفاع عن المحرومين والإقبال على دعم الأثرياء والرأسماليين.» (صحيفة الامام، ج20، ص275)
«وهنا تبرز أهمية قيام العلماء والمحققين والمتخصصين الاسلاميين باستبدال النظام الاقتصادي المزيف السائد في العالم الاسلامي ببرنامج بناء ومتضمن لمصالح المحرومين والمضطهدين لإخراج المسلمين والمستضعفين من دائرة الفقر. يستحيل طبعاً تطبيق أهداف الاسلام في العالم لاسيما برنامجه الاقتصادي، ومواجهة الاقتصاد العليل للرأسماليين في الغرب والاشتراكيين في الشرق بدون سيادة الاسلام علىكل جوانب الحياة واستئصال الآثار المخربة لذلك الاقتصاد. » (صحيفة الامام، ج20، ص275)
- مكاسب دفاعية-عسكرية
كان الجيش الايراني قبل الثورة، مرتبطاً بالامريكيين وخاضعاً لنفوذهم، وقد انصهرت قدرة البلاد الدفاعية- العسكرية، في مسار تأمين مصالح الغرب، وليس حفظ الامن وقيم الشعب الايراني الوطنية.
كانت اغلب معدات الجيش العسكرية، تُستورد من الغرب، وآلاف المستشارين العسكريين كانوا يتواجدون في الجيش الايراني. بالنتصار الثورة الاسلامية تغيّرت، بصورة كاملة، المنظومة الدفاعية- العسكرية والامنية للبلاد، وانبثقت الى جانب جيش الجمهورية الاسلامية، مجموعات شعبية اخرى، مثل: حرس الثورة، التعبئة(البسيج) ولجان الثورة الاسلامية. لقد بعثت تجارب زمن الدفاع المقدس وماجرى بعد ذلك من نضال وكفاح، على ان تحتل الجمهورية الاسلامية، اليوم، من حيث القوة الدفاعية، مستوى عالٍ جداً في الردع، حيث تطورت ايران، وتقدمت في المجال العسكري، خاصة، في حقل الصناعة العسكرية، الى حد اصبحت فيه من مصدّري المعدات العسكرية، اضافة الى توفير كافة احتياجاتها العسكرية في شتّى المجالات. لقد اسقطت ايران، في الوقت الراهن، جميع مايهددها عسكرياً، وابطلت (جرأة) الاعتداء العسكري عليها من قبل كافة السلطويين في العالم. انّ سماحة الامام (قدس سره) وخلال تأكيده كثيراً على المنبع الرئيسي لقوة الشعب الايراني، الا، وهو الاستناد على القدرة الالهية الأزلية، والقدرة المعنوية والاتحاد والتضامن الاعتقادي- العلمي للشعب الايراني، لم يكن غافلاً عن تجهيز القوات العسكرية في البلاد، لكامل قوى للردع امام طمع وعداء الظالمين، الدائم:
«يجب أن لا يتصورأحد بعد قبولنا لوقف إطلاق النار، بأننا أصبحنا في غنىً عن تقوية البنية الدفاعية والحربية للبلاد وتطوير وتقدم الصناعات التسليحية، بل أن تطوير وتكامل الصناعات الحربية والمعدات التي تعزز من القدرة الدفاعية للبلد، تعتبر من الأهداف الرئيسية والمبدئية. وبالالتفات إلى ماهية ثورتنا علينا أن ننظر بجدية إلى معاودة القوى العظمى وعملائها لاعتداءاتها في أي وقت وفي أية لحظة. » (صحيفة الامام، ج21، ص143)
- التطورات والمكاسب العلمية والتقنيّة
كان التخلف العلمي والتقني في ايران، في الفترة التي سبقت الثورة، عامل عذاب وضجر شديد بالنسبة للايرانيين، ذوي الماضي الثقافي والحضاري الطويل المجيد، حيث كان تخطّي هذا التخلف وتجاوز حدود المعرفة والحصول على ارقى التقنيات، بهدف ايجاد حضارة اسلامية جديدة، كان احد اهداف الثورة الاسلامية. لقد توفرت ارضيات كثيرة للتطور في حقل العلوم والتقنية الحديثة في البلاد، وذلك بعد الفترة الاولى لانتصار الثورة وانتهاء الحرب المفروضة، من قبل القوى العالمية على ايران، بتمحور القيادة ومسؤولي النظام حول انتاج العلم وتكوين نهضة الجهاد العلمي.
انّ التطورات العلمية وحصول الجمهورية الاسلامية على قسم من التقنيات الحديثة خلال السنوات الاخيرة، مُحيّرة (للعقول) الى حد جعلت فيه الدول الغربية السُلطوية، وبكل ثقلها، وبحجج (واهية) كالموضوع النووي، تقف بوجه ذلك، سدّاً مانعاً للتطور المتنامي لايران.
انّ سرعة التطور العلمي في ايران، وحسب اعتراف المحافل العلمية 11مرة اكثر من السرعة المتوسطة لنُمّو العلم في العالم. لقد كان الالتفاف الى النموالعلمي والتقنيات المحلية- الوطنية، دائماً، ممّا اكدّه مؤسسي الجمهورية الاسلامية الايرانية:
«واني هنا أوصي شباب بلدنا الأعزاء، هذه الثروة والذخيرة الإلهية العظيمة، وهذه الزهور الفواحة والبراعم الواعدة للعالم الإسلامي؛ بأن يدركوا قدر وقيمة اللحظات الحلوة لحياتهم، وعليهم أن يعدوا أنفسهم لجهاد علمي وعملي كبيرين حتى تحقيق الأهداف السامية للثورة الإسلامية.
وأوصي جميع المسؤولين والمتصدين للأمور بالعمل على توفير سبل الارتقاء الأخلاقي والعقائدي والعلمي والفني للشباب بأي صورة ممكنة كي يتسنى لهم تحقيق التقدم والتطور المنشود. والإبقاء على روح الاستقلال وتحقيق الاكتفاء الذاتي حية في نفوسهم .. حذار أن يسعى الأساتذة والمشرفون التربويون، ومن خلال تمجيد العالم الذي يصطلح عليه بالمتحضر، إلى تحقير وتأنيب شبابنا الذين تحرروا للتو من الأسر والهيمنة الاستعمارية، وينحتوا لهم لا سمح الله من تقدم الأجانب وثناً ويلقنونهم روح التبعية والتقليد والاستجداء. فبدلًا من إثارة موضوعات من قبيل إلى أين وصل الآخرون وأين نحن منهم، ليلتفتوا إلى هويتهم الإنسانية ويصونوا حريتهم واستقلالهم، لقد استطعنا في ظروف الحرب والمحاصرة امتلاك الفنون والاختراعات وتحقيق كل هذا التقدم. وان شاء الله سنعمل في ظروف أفضل على توفير الأرضية الكافية لتفتح الطاقات وبلورة الإبداعات في مختلف المجالات. فالنضال العلمي للشباب يتمثل في أحياء روح البحث واكتشاف الحقيقة. اما نضالهم العملي فقد تبلور في ميادين الحياة والجهاد والشهادة بأبهى صوره. » (صحيفة الامام، ج21، ص89)