في احد الايام قال الامام لأحد المقربين منه: غداً في الساعة التاسعة صباحاً تذهب للقاء العالم الفلاني و تتفقد نيابة عني احواله وظروفه. و يذكر هذا الشخص بأنه وكي لاينسي ما اوصاه به الامام سجل الموضوع كملاحظة لديه. ويمضي بالقول: وفي اليوم التالي وفي تمام الساعة التاسعة وفيما كنت اقترب من منزل الامام، رأيت حشداً كبيراً مجتمعاً حوالي المنزل. فقلقت كثيراً، يا الهي ما الذي حدث؟ إذ أنه في تلك الفترة كان موضوع محاولة النظام الطاغوتي أغتيال الامام يتردد على الألسن بكثرة، ولهذا إنتابني احساس بأن ثمة أمراً هاماً قد حدث. وبعد اقترابي من المنزل والسؤال عما حدث، علمت بأستشهاد نجل الامام سماحة آية الله الحاج السيد مصطفى، وان طلبة العلوم الدينية قد تجمعوا لتعزية الامام و مواساته، وكان الجميع حزين و يبكي. و لشدة قلقي واضطرابي نسيت تماماً بأنه كان ينبغي لي أن أذهب الساعة التاسعة لتفقد احوال احد الروحانيين.. دخلت المنزل وما أن وقعت عيناي على الامام ورأيت وجهه النوراني، حتى أجهشت بالبكاء. ورغم هذا الحدث الجلل، إلاّ أنه لم يشغل الامام عن متابعة ما اوصاني به، حيث سألني: ماذا فعلت بالنسبة للموضوع الذي أوصيتك به؟ كنت مذهولاً، فقلت: اي موضوع؟ فقال الامام: موضوع الأمس، وبعد التأمل، تذكرت موضوع لقاء ذلك العالم وتفقد احواله. وفيما كانت الجنازة جاثمة على الارض، واصوات البكاء والنحيب ترتفع من كل مكان، قال لي الامام: إذهب واعتذر لي منه. (حجة الاسلام انصاري كرماني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص253).