قبل التوجه الى باريس، كنت أتصور، بوحي من الانطباع الذي كنت احمله عن هذه المدينة، بأن منـزلاً مؤثثاً قد تم اعداده لقائد الثورة، كي يتسنى له في أية لحظة ارسال نداء الى مختلف انحاء العالم، او تسلم الاخبار اول بأول.. بيد أنه عندما دخلت باحة المنـزل الذي كان يقيم فيه الإمام، واجهت حشداً من الحاضرين في القسم الخارجي من المنـزل.. كان هناك عدد كبير من الاحذية. ولان الجو كان ممطراً، كانت الاحذية كلها ملطخة بالوحل.. ولجت الباب فاذا بدهليز صغير علقت امامه ستارة من القماش. فأزحت الستارة وتوجهت نحو الجانب الآخر. رأيت غرفة صغيرة وضع فراش في صدرها وقد جلس الامام عليه.. لم أرَ اي أثر للامكانات المتوقعة ووسائل الراحة.. بأختصار لم أرَ ما كنت أتصوره.
الدكتورة فاطمة طباطبائي، مرآة الجمال، ص: 126-127.