حسين انتظامي : الصهاينة يحكمون سيطرتهم على وسائل الاعلام العالمية . و نظراً لهيمنتهم على المنافذ الرئيسة في هذا المجال ، فان بوسعهم نشر و ترويج ما يتطلعون اليه . و ان ما حصل في الاحداث الاخيرة ، حيث تلاشت اسطورة ( اسرائيل لا تقهر ) ، هو هزيمة هيمنة اسرائيل الاعلامية .
و مضى المعاون السابق لشؤون الصحافة و الاعلام في وزارة الثقافة و الارشاد يقول : على الرغم من الضوابط و المقررات التي يمكن الزام الصحافة الاجتماعية بها ، إلا أنها تبقى قادرة ـ الى حد ما ـ على التحكم بالفضاء العام و التأثير فيه .
و تدارك انتظامي : صحيح ان الصهاينة يمسكون بالشريان الرئيسي للاعلام العالمي و ان بوسعهم التحكم بالرأي العام العالمي و تضليله ، غير ان ما نتج عن رود الافعال التي اثارتها عملية طوفان الاقصى ، هو ان جانباً من هذا الامر شهد تغيراً في النمط الفكري حيث انتقل من الصحافة الجمعية و عاد الى الصحافة الاجتماعية . فعندما يحدث مثل هذا التغيير في النمط الفكري ، يجب ان تكون التفاسير والتحليلات على اساس النمط الجديد ، و في غير ذلك ستكون التفاسير خاطئة و منافية للواقع . على سبيل المثال تصوروا اننا نحاول تفسير الاحداث الدولية اليوم بنمط تفكير الحرب الباردة ، فمن الطبيعي ان تكون النتائج غير صحيحة . و هكذا حالة الصحافة الاجتماعية التي حلت رسمياً محل وسائل الاعلام الجمعية .
واضاف : وسائل الاعلام الجمعية تنظر الى المخاطب باعتباره جمهوراً ، و على هذا الاساس فهو قادرة على بلورة الرأي العام و توجيهه. أما بالنسبة للصحافة الاجتماعية فان الامر ليس بهذه النحو . ذلك انها في ذات الوقت الذي هي مستهلكة ، تعتبر منتجة ايضاً ، و لديها تعاملات كثيرة في هذه الشبكات . وعلى الرغم من الضوابط و المقررات التي تتحكم بالصحافة الاجتماعية إلا انها غير قادرة على السيطرة عليها بالكامل . و في الفترة الاخيرة اضطر الساسة الى اتخاذ مواقف استجابة لتوجهات الرأي العام . و اخيراً نتمنى النصر لجبهة الحق . .